فهذا ليوم البين لم تطف ناره ... وهذا فبعد البعد ما جفّ موقه
ولله قلبي ما أشدّ عفافه ... وإن كان طرفي مستمرّا فسوقه
أرى الناس أضحوا جاهلية ودّه ... فما باله عن كل صبّ يعوقه
فما (?) فاز إلاّ من يبيت صبوحه ... شراب ثناياه وفيها غبوقه
(114 ب) وله في غلام قص شعره: [الكامل]
قصّرت شعرك كي تقل ملاحة ... فكساك أبهى الحسن وهو مقصّر
وقطعته ليقل عنا شره ... ولطالما قتل القصير الابتر
وله: [الكامل]
وافى يهز قوامه غصن النقا ... نشوان مجدول القوام مقرطقا
ومنعم لولا مرارة هجره ... وصدوده لم أدر ما طعم الشقا
دقّت معانيه ولكن خصره ... قد زاد في معنى النحول ودققا
بمراشف منها الاماني تشتهى ... ولواحظ منها المنايا تتقى
رشأ لبارق ثغره ولشعره ال ... ـملوي أحببت اللوى والابرقا
لا غرو ان يصبي منازل رامه ... قلبي فأطرب نحوهن تشوقا
وشفاه مبسمه العقيق وريقه ... ماء العذيب وثغره جزع النقا
وكل شعره كثير المعاني، حسن الإيراد. ومولده في آخر سنة ثلاث وستمائة، وهو من أكابر بيوت الموصل، ولما توجه صاحب الموصل (?) الى بلاد العجم للاجتماع بهولاكو، كان في صحبته فلما وصلوا الى تبريز مرض ومات في ربيع الآخر أو جمادى الأول من هذه السنة، وقد ناهز الخمسين.
وفيها مات سعد الدين محمد بن الإمام العارف المحقق محيي الدين محمد بن علي بن