والأعيان، وأقام بالموصل في خدمة صاحبها بدر الدين لؤلؤ الأتابكي، ولبس زي الجند، وله شعر في غاية الحسن فمنه قوله: [البسيط]
كن كيف شئت فإن الله ذو كرم ... وما عليك بما تأتيه من بأس
إلا اثنتين فلا تقربهما أبدا ... الكفر بالله والاضرار بالناس
وله: [الطويل]
حكاه من الغصن الرطيب وريقه ... وما الخمر إلاّ وجنتاه وريقه
هلال ولكن أفق قلبي محلّه ... غزال ولكن سفح عيني عقيقه
واسمر يحكي الأسمر اللّدن قدّه ... غدا راشقا قلب المحبّ رشيقه
على خدّه جمر من الحسن مضرم ... يشبّ ولكن في فؤادي حريقه
أقرّ له من كلّ حسن جليله ... ووافقه من كلّ معنى دقيقه
بديع التّثنّي راح قلبي أسيره ... على أنّ دمعي في الغرام طليقه
(114 أ) على سالفيه للعذار جديده ... وفي شفتيه للسّلاف عتيقه
يهدّد منه الطّرف من ليس خصمه ... ويسكر منه الريق من لا يذوقه
على مثله يستحسن الصبّ هتكه ... وفي حبّه يجفو الصديق صديقه
من التّرك لا يصبيه وجد الى الحمى ... ولا ذكر بانات الغوير يشوقه
ولا حلّ في حيّ تلوح قبابه ... ولا سار في ركب يساق وسيقه
ولا بات صبّا بالفريق وأهله ... ولكن الى خاقان يعزى فريقه
له مبسم ينسي المدام بريقه ... ويخجل نوّار الافاحي بريقه
تداويت من حرّ الغرام ببرده ... فاضرم من ذاك الحريق رحيقه
إذا خفق البرق اليمانيّ موهنا ... تذكرته (?) فاعتاد قلبي خفوقه
حكى وجهه بدر السماء فلو بدا ... مع البدر قال الناس هذا شقيقه
رآني خيالا حين وافى خياله ... فأطرق من فرط الحياء طروقه
وأشبهت (?) منه الخصر سقما فقد غدا ... يحمّلني في الحب (?) ما لا أطيقه
فما بال قلبي كلّ حبّ يهيجه ... وحتّام طرفي كل حسن يروقه