(112 ب) فانتقل الناس إليه من جميع البقاع، وكان عبد العظيم هذا يتردد إليه ويقرأ بين يديه، فحدثه أبو الحسن المقدسي وإستتابه على رؤوس الأشهاد من مذهب الحنابلة الى مذهب الأشعري فقدمه الى الصاحب، فخلع عليه ونوه باسمه، وأمّ بالمدرسة الصاحبية (?) وصار شافعيا وفي كل ذلك يسمع من مشايخ مصر ويفيد ويستفيد، إلى أن تعين، فقدمه الملك الكامل بعد وفاة أبي عمرو بن دحية الى دار الحديث الكاملية فانقطع بها وقطع كل الأشغال، وأجاز له أبو القاسم البوصيري، وسمع بدمشق من أبي حفص ابن طبرزد (?) ومن غيره من شيوخها، ولما مات دفن بالقرافة وله شعر حسن فمنه قوله: [الكامل]
اعمل لنفسك صالحا لا تحتفل ... بظهور قيل في الأنام وقال
فالناس لا يرجى اجتماع قلوبهم ... لا بد من مثن عليك وقال
وكان إمام عصره، واليه الرحلة، رحمه الله تعالى.
وفيها مات تاج (?) الدين أبو الفتح يحيى ابن العديم الحلبي بحلب.
وفيها مات الصدر الرئيس، عون الدين سليمان ابن عبد المجيد (?)، أبو المظفر، المعروف بابن العجمي (?)، ناظر الجيوش في الدولة الناصرية، في ثالث عشر ربيع الأول ودفن بقاسيون وله نظم، فمن قوله: [الوافر]
لهيب الخدّ حين بدا لعيني ... هوى (?) قلبي عليه كالفراشي
(113 أ) فأحرقه فصار عليه خالا ... وها أثر الدخان على الحواشي
كان رئيسا جلاليا يخاطب بالصاحب، وله بيت مشهور بالعلم والحديث، والرئاسة