شعره: [الخفيف]
إن نظمي إذا نظرت اليه ... أيها الفاضل البديع البيان
ملح كالرياض تسرى الى الفه ... ـم بلا كلفة ولا ترجمان
وهو مع ما حواه من كل فن ... توريات مستغربات المعاني
جمع الطب والنجامة والنح ... ـو وعلم القريض والألحان
(112 أ) والأصولين والخلاف مع الحك ... ـمة والمنطق المتين المباني
ثم أني طرزته بالأحادي ... ـث ورصعته من القرآن
فروته الرواة عني لما ... علموا ما أردت من تبياني
فلهذا أبقيته بعد علمي ... أنني لست باقيا وهو فاني
وهو ابن عم الأمير، جمال الدين ابن يغمور رحمهما الله تعالى.
وفيها مات الشيخ الإمام العالم العلامة، حافظ الوقت، الزاهد المحدث الفقيه الشافعي، زكي الدين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة بن سعد المنذري (?)، الشامي المحتد، المصري الدار والمولد والوفاة. مولده بفسطاط مصر بكوم الجارح، في غرّة شعبان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة. ومات بالقاهرة في يوم السبت أول العاشرة، ثالث ذي القعدة أو رابعه من هذه السنة وصلى عليه يوم الأحد بعد الظهر في موضع تدريسه بدار الحديث الكاملية بالقاهرة المحروسة، وصلي عليه أيضا تحت القلعة ودفن بسفح المقطّم بساريه. انتهت إليه رئاسة أهل الحديث بالقاهرة في زمانه وبالديار المصرية، وهو يعرف بابن السميدع، سمع من ابن أبي نزار اليمني (?) وكان جار مسجده في حانوت هناك، واعتنى به الحنابلة الراحلون، فأسمعوه من أبي عبد الله ابن حمد الحذا، ولم يزل على حنبليته الى أن أقدم الصاحب ابن شكر (?)، الحافظ أبي الحسن ابن المقدسي (?) التدريس بمدرسته،