ولا صهلت فيها الجياد لغارة ... ولا طاب مصطاف ولا لذّ مربع
ولا ازدحمت فيها المواكب وارتقى ... مقام مقال في المحافل مصقع
عظات لمرتاد وعبرة عاقل ... بها لذوي الرأي المؤيد مردع
ثم أمر هولاكو برفع السيف، وأما الوزير ابن العلقمي، فإن الملك هولاكو استدعاه بين يديه وعنّفه على سوء سيرته وقبح سريرته، وممالأته على ولي نعمته، وإنه ما حفظ حق إحسانه اليه، ثم قال له: لو أعطيتك كلّ ما ملكناه، ما نرجو أنك تبقي علينا وأنت من خلاف مأمننا، فأنت لا حقّ الاحسان إليك أبقيت، ولا حق علو درجة كنت فيها، ولا حق أهل دينك، وأرميت حريمهم وأولادهم في أيدينا، فكيف تبقى أنت علينا؟ فما لنا فيك أكثر من أن نكافئك بقتلك ويستريح من بقي من المسلمين من شرّك (108 ب) وتستريح التتار من غائلتك. وأمر بقتله فقتل شر قتلة (?)، لقاه الله تعالى.
وكان هذا الوزير هو السبب في خراب البلاد وقتل الخليفة، وذلك أنّ الملك هولاكو كان قد اتفق مع مع الخليفة على أنّ يكون له نصف البلاد وله النصف، واتفق الحال على ذلك، فقال الوزير للملك هولاكو: ما هذا مصلحة، المصلحة قتله وإلا ما يتم لكم ملك، فكان سبب قتله (?). وكان هولاكو بعد قتل الخليفة قد ولاّه الوزارة فقاسى فيها من الذل والهون ما لا يعبر عنه (?)، وقلت بعد ذلك ثم ندم على ما قدم، فنسأل الله حسن العاقبة، وسبب ذلك أن الوزير كان شيعيا وكان الشيعة يسكنون بالكرخ وهي محلة كبيرة بالجانب الغربي من بغداد، فأحدث أهلها حدثا أوجب خروج أمر الخليفة بنهبهم، فنهبوا، فأثّر ذلك عنده أثرا عظيما، وحملته الحميّة والعصبية على مكاتبة هولاكو.
وفيها أرسل هولاكو طائفة من عساكره الى ميّافارقين صحبة صرطق (?) نوين وبها الملك