بانجادهم متى حضر بنفسه اليها، فقصدها في السنة التي تلي هذه.
وفيها ولي الوزارة (?) القاضي تاج الدين عبد الوهاب بن خلف العلائي المعروف بابن بنت الأعز عوضا عن بدر الدين السنجاري.
وفيها كتب ابن العلقمي، وزير بغداد للملك هولاكو، ملك التتار، أنك تحضر الى بغداد وأنا أسلمها لك. وكان قد داخل قلبه الكفر، فكتب اليه هولاكو، أن عساكر بغداد كثيرة، فإن كنت صادقا فيما قلته لنا وداخلا تحت طاعتنا، أعمل على تفريق عساكر بغداد، فإذا عملت ذلك حضرنا. فلما بلغ الوزير ما قاله هولاكو دخل الى أمير المؤمنين فقال له: إنّ جندك كثير وعليك كلف عظيمة، والعدو قد عاد من بلاد العجم وعندي من الرأي أنّ تعطي دستور (?) لخمس عشر ألفا من عسكرك وتوفر معلومهم (40 ب) من بيت المال، فأجابه الخليفة الى ذلك، فخرج وأعرض العساكر وتنقى منهم خمسة عشر ألف فارس، نقاوة العسكر وأعطاهم دستور (?)، ومنعهم من القيام ببغداد وأعمالها، وأخرج لهم أوراق الدستور من أمير المؤمنين، فتفرقوا في الأعمال. ثم أن الوزير بعد أشهر قلائل، دخل الى الخليفة، وفعل فعلته الأولى وأعطى دستور العشرين ألفا، وكانت هذه الخمسة وثلاثين ألف مقوّمة بمائة ألف (?). فلما فعل ذلك كتب الى الملك هولاكو بما فعله. فلما وصل كتابه إليه وتحقق صحة قوله، ركب وسار قاصدا بغداد، وكتب الى بايجو (?) أن يتقدم بالعساكر الذين معه الى بغداد، وكتب أيضا الى سونجونجاق (?) فقدم الى بغداد وضرب خيامه. فاجتمع أكابر بغداد وتحالفوا جميعا وخرجوا الى ظاهر بغداد والتقوا مع عساكر هولاكو وتقاتلوا قتال شديد (?)، وصبروا (?) المسلمين صبر الكرام، فانكسروا (?) عساكر هولاكو وساقوا المسلمين خلف أعداء