اتفقوا جميعا على ذلك، وحلفوا له واستحلفوا له جميع العساكر، ورتبوا الأمير سيف الدين قطز أتابكه ومدبر دولته (?). وكان ذا بأس وشهامة وحزم وصرامة، واستمروا بالصاحب شرف الدين الفائزي في الوزارة، ثم بعد أيام مسك، وسبب ذلك أن الأمير سابق (?) الصيرفي والأمير ناصر الدين محمد بن الأطروش الكردي، أمير جاندار، شهدوا على الوزير أنه قال بعد وفاة المعز وسلطنة ولده: «أن المملكة لا تمشي بالصبيان إلا إن كان رأى يكون الملك الناصر صاحب الشام»، فعند ذلك مسك واحتيط على أمواله وأسبابه وذخائره. كان مثريا من المال وله ودائع كثيرة متفرقة فتتبعت واستخرجت من أربابها وحملت، واعتقل ثم قتل دفن في نخ (?). وقيل إن سبب ذلك والدة المنصور زوجة المعز، واستوزر بعده الصاحب زين الدين يعقوب ابن الزبير (?).
وفيها قصد الملك المغيث (?) قصد الديار المصرية بمن معه من البحرية، فساروا وبلغ الأمير سيف الدين قطز والأمراء الخبر، فجردوا عسكرا الى الصالحية. فلما كان ليلة السبت الخامس عشر (?) من ذي القعدة تواقعوا (?) فانكسر البحرية ومن معهم من العسكر الكركي.
وأسر الأمير سيف الدين قلاون الألفي والأمير سيف الدين بلبان الرشيدي وقتل الأمير سيف الدين يلغان الاشرفي، وانهزم الباقون. ولما حصل الأمير سيف الدين قلاون في الأسر ضمنه الأمير شرف الدين قيران المعزي، وهو يومئذ أستادار السلطنة المعظمة، فأقام بالقاهرة مدة يسيرة ثم تسحب واختفى في الحسينية عند سيف الدين قلطيجا الرومي، ثم قصد التوجه الى الكرك، فزوده وجهزه الى الكرك.
وفيها حسّنوا البحرية للمغيث قصد الديار المصرية، وكاتبه بعض أمرائها وأوعده