الحمام أحاط به جماعة من الخدام، فقتلوه (?) وأشاعوا باكر النهار، أنه مات فجأة في جوف الليل، ودعوا بالثبور، وأعول النساء في (103 أ) في الدور، فلم تتم الحيلة على مماليكه لأنهم فارقوه بالعشي سليما. فعلموا أنّه قد قتل غيلة، فبادروا بهجم الدور على الحرم ومسكوا الخدم والجواري (?) وبسطوا عليهم العذاب، فأقروا بما جرى، فأمسكوا شجر الدر عند ذلك، وأمسكوا الطواشي محسن الجوهري (?) وصلبوه على باب القلعة، مسمرا على الخشب، وهرب نصر العزيزي الى الشام. وحملوا شجر الدر الى زوجة المعز أم ولده، نور الدين، فقتلتها الجواري (?) بالقباقيب الى أن ماتت ورميت من فوق السور الى الخندق، عريانة بثوب واحد ولباس، وقيل إنها بقيت في الخندق أياما، وقيل أنّ بعض الجرامكيش (?) نزل في ليل وأخذ تكتها التي كانت في لباسها، ثم بعد أيام شالوها، ودفنت في تربتها (?). وكان مدة مملكة المعز خمس (?) سنين وأشهر. وكان المعز ملكا حازما، شجاعا، كريما، حسن التدبير والسياسة، غير أنّه كان سفّاكا للدماء، قتل خلقا كثيرا وشنق جماعة من غير ذنب، وأحدث في أيامه مظالم كثيرة، وأخذ الجوالي (?) من النصارى واليهود مضاعفة، وأحدث التصقيع (?) والتقويم (?) وأشياء كثيرة من أصناف المظالم.
وفيها تولى المملكة، الثاني من ملوك الترك وهو الملك المنصور نور الدين علي بن المعز عز الدين أيبك، ملك بعد والده في سادس عشري ربيع الأول [سنة خمس وخمسين وستمائة] (?) وعمره يومئذ نحو عشر (?) سنين. وسبب ذلك (103 ب) أن الأمراء المعزية مماليك والده