قال سعد الدين مسعود ابن تاج الدين ابن الشيخ، حكي لي [رجل] (?) صادق أنّ أباه الملك الصالح قال للطواشي محسن: اذهب الى أخي العادل الى الحبس وخذ معك من المماليك من يخنقه، فعرض محسن ذلك على جماعة من المماليك، فامتنعوا بأسرهم إلا هؤلاء الأربعة، فانهم مضوا معه وخنقوه، فسلطهم الله على ولده حتى قتلوه أقبح قتلة [ومثلوا به أعظم مثله مثلما فعل بأخيه] (?).
قال أبو المظفر (?): وحكى لي الأمير حسام الدين ابن أبي علي، قال: كان تورنشاه متخلفا لا يصلح للملك، فإنا كنا نقول للملك الصالح: يا خوند ما نرسل نحضر المعظم إلى هاهنا، فيقول: دعونا من هذا، فلما ألححنا عليه يوما، قال: متى جاء الى هنا قتلته.
قال أبو المظفر: حكي لي العماد ابن درباس، قال رأى جماعة من أصحابنا الملك الصالح أيوب في المنام وهو يقول: [مجزوء الرمل]
قتلوه شر قتلة ... صار للعالم مثله
(82 أ) لم يراعوا فيه إلاّ ... لا ولا من كان قبله
ستراهم عن قليل ... لأقل الناس أكله
فقتل المعظم تورنشاه حريقا قتيلا غريقا رحمه الله تعالى. فكانت (?) مدة مملكته بالديار المصرية سبعون (?) يوما. ووصل الخبر الى دمشق أول صفر لأنه قتل في سابع عشري المحرم.
وفيها لما جرى ما ذكرناه اتفقوا (?) الأمراء وأكابر الدولة وأرباب المشورة على سلطنة الست شجر الدر أم خليل سرية السلطان الملك الصالح، وحلفوا لها لما يعلموا (?) منها أنها كانت أيام زوجها تدبر أمر السلطنة وتقضي حوائج الناس وتعلّم على المناشير والتواقيع، فحلف لها جميع العساكر المصرية والشامية وخطب لها على المنابر بمصر والقاهرة وكانت تعلّم