القصة الوالي فجنّاهم جناية شديدة، وأمر اليهود بصفعهم وضربهم وإهانتهم.

وفيها وصل الملك السعيد فخر الدين حسن ابن الملك العزيز عثمان ابن العادل أبو بكر ابن أيوب صاحب بانياس منهزما من مصر: نفاه المعظم تورنشاه. [فلما طلع دمشق طلع الى عزتا واعتقل فيها] (?).

وفيها بقي الملك المعظم يبعد أمراء والده وغلمانه، ويقرّب الذين حضروا معه، فجعل الطواشي شمس الخواص مسرور أستادار، وجعل الطواشي صبيح أمير جاندار، وكانت خادما حبشيا، وأمر أن يصاغ له عصا من ذهب، وأنعم عليه بأموال كثيرة وأقطاعات وخالف وصية والده جميعها. فاجتمع جماعة من الأمراء واتفقوا على قتله (?)، فلما كان الإثنين سادس عشري المحرم، جلس السلطان على مرتبة حكمه، ومد السماط، واجتمعوا (?) الأمراء، وأخذوا منازلهم وأكلوا السماط على ما جرت به العادة. فلما فرغ السماط أعطى دستور (?)، فلما خلي المكان تقدم إليه بعض مماليك والده (?) وضربه بالسيف فالتقى بيده الضربة وخرج المملوك هاربا، فقال السلطان قد عرفتك يا ملعون أين تروح. عند ذلك خاف الضارب على نفسه مما قد عمل واجتمع برفقته وعرفهم ما جرى، فدخلوا عند ذلك جميعا وسيوفهم بأيديهم مجردة.

فلما أبصرهم السلطان المعظم هرب الى برج (?) الخشب الذي بالخيمة، وأغلق عليه الباب والدم خارج من يده. عند ذلك أحضروا نارا وأحرقوا (81 ب) البرج، فرمى بنفسه وهرب الى صوب البحر وهو يقول: ما أريد ملكا دعوني أرجع الى الحصن يا مسلمين، ما فيكم من يصطنعني ويجيرني، والعساكر كلها واقفة فما أجابه أحد والنشاب تأخذه، فتعلق بذيل [الفارس] (?) أقطاي، فما أجاره، فقطعوه قطعا وبقي على جانب البحر ثلاثة أيام حتى انتفخ ولا يجسر أحد أن يدفنه، حتى شفع فيه رسول الخليفة، فحمل الى ذلك الجانب، فدفن.

ولما قتلوه كان الفرنسيس في حبسه، وكان الذي باشر قتل المعظم أربعة من مماليك والده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015