الصلح على ما وقع [عليه] (?) الاتفاق بينهم وبين الملك الكامل، فأبينا. ولما كان [في] (?) الليل تركوا خيامهم وأموالهم (80 ب) وأثقالهم وقصدوا دمياط هاربين ونحن في آثارهم طالبين، وما زال السيف يعمل في أدبارهم عامة الليل، رحل بهم الخزي والويل، فلما أصبحنا نهار الأربعاء قتلنا منهم ثلاثين ألفا غير من ألقى نفسه في اللجج، وأما الأسرى فحدث عن البحر ولا حرج. والتجأ الفرنسيس الى المنية (?)، وطلب الأمان فأمناه وأخذناه وأكرمناه، وتسلمنا دمياط بعون الله تعالى وقوته وجلاله وعظمته». وذكر كلاما طويلا، وبعث [المعظم] (?) مع الكتاب بغفارة (?) الفرنسيس ملك الفرنج، فلبسها جمال الدين نائب دمشق، وهي أشكرلاط (?) أحمر بفرو سنجاب، فنظم في ذلك الشيخ نجم الدين ابن إسرائيل قوله [الخفيف]

إنّ غفّارة الفرنسيس التي ... جاءت حباء لسيد الأمراء

كبياض القرطاس لونا ولكن ... صبغتها سيوفنا بالدماء

وقال: [الطويل]

أسيّد أملاك الزمان بأسرهم ... تنجزت من نصر الإله وعوده

فلا زال مولانا يبيح حمى العدى ... ويلبس أسلاب الملوك عبيده

وفيها في العشرين من المحرم دخل الناس الى كنيسة مريم بدمشق فرحين بما جرى للفرنج ومعهم المغاني والمطربون، وهموا بهدمها.

قال الشيخ شهاب الدين أبو شامة في ذيل تاريخه (?): بلغني أن النصارى ببعلبك سودوا وجوه الصور التي في الكنيسة، وسخموها حزنا على ما جرى على الفرنج (81 أ) فعلم بهذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015