اليعاقبة التي كانت إلى جانب المقياس وأدخلها في القلعة. وكان محبا لجمع المال عاقب أم أخيه (?) العادل وأخذ أموالها وجواهرها [وقتل أخاه العادل] (?). واعتقل جماعة من الأمراء المصريين، وأخذ أموالهم وذخائرهم. ومات في حبسه ما يزيد على خمسة آلاف [نفر] (?) وما كان أحد يجسر أن يشفع عنده شفاعة. وقتل جماعة كبيرة من الأمراء الكاملية والعادلية (?).

وأوصى أن يكون نائب السلطنة لولده المعظم، الأمير فخر الدين ابن الشيخ، وحلف الأمراء على ذلك.

ولما مات السلطان (78 أ) أرسلوا لولده المعظم تورنشاه ليحضره الفارس أقطاي، وكان رأس البحرية مماليك الصالح، فسافر الى حصن كيفا وأخذ المعظم وسلك به البرية، وخاطر بنفسه (?) وكاد يهلك من العطش. ووصل الى دمشق في آخر رمضان، وخلع على الدماشقة وأعطاهم الأموال وأحسن إليهم، وما سئل شيئا قط، فقال لا.

قال أبو المظفر (?): وبلغني أنّه كان في دمشق ثلاثمائة ألف دينار، فأخرجها كلها واستدعى من الكرك مالا فأنفقه أيضا. وكان الأمير فخر الدين ابن الشيخ قد أشار بتحليف العساكر للمعظم تورنشاه، فحلفوا له وذلك كله مع إخفاء موت الصالح، وأطلق فخر الدين ابن الشيخ السكر والكتان الى الشام (?).

وكانت أم خليل شجر الدر تكتب خطا يشبه خط الصالح أستاذها، وكانت تعلّم على المناشير والتواقيع. وكان الصالح قد فسد (?) مخرجه وامتد [الجرح] (?) الى فخذه اليمنى وأكل (?) جسمه، فعملت له محفة يركب فيها، وكان يتجلد ولا يطلع أحدا على حاله، ثم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015