يصرعك والى البلاء يقلبك، [والسلام] (?). ثم إنّ السلطان رحل ونزل على المنصورة، وتقدمت الفرنج الى السلطان والتقى الجيشان وتقابل الفريقان، فقتل الأمير صارم الدين أزبك الوزيري (?).
وفيها خرج (?) الامراء الكنانية من ثغر دمياط، وتركوه، فاستولى (?) عليه الفرنج يوم الأحد ثالث عشري صفر. ولما وصلوا (?) الامراء الكنانية بباب الدهليز، رسم السلطان بشنقهم، كونهم خرجوا من دمياط وسلموها بغير إذنه، فشنقوا جميعا، وكانوا نيفا على خمسين أميرا، وقامت على العسكر القيامة، ودعوا على الصالح أيوب.
قال أبو المظفر (?): وبلغني أن مماليكه أرادوا قتله، فقال لهم ابن الشيخ، اصبروا عليه، فهو على شفا، فإن مات فقد استرحتم منه، وإلا فهو بين أيديكم. فمات الصالح بالمنصورة (77 ب) في ليلة النصف من شعبان، وكانت أم خليل عنده، وهي المدبرة للأمور، فلم تغير شيئا، وصار الدهليز على حاله والسماط في كل يوم يمد والأمراء في الخدمة، وهي تقول السلطان مريض ما يصل إليه أحد. وقيل كان موته في ليلة الإثنين النصف من رمضان ودفن بالمنصورة، وكتم أمره. وقبل وفاته كتب وصية (?) لولده الملك المعظم تورنشاه، وكان مقيما بقلعة حصن كيفا. وكان مدة مملكة الصالح عشر سنين إلا خمسين يوما. وكان ملكا حازما، مهابا، شجاعا ذا سطوة عظيمة، وهيبة شديدة، وهمة عالية. وكانت البلاد في أيامه آمنة مطمئنة [والطرق سابلة] (?). عمّر قلعة الروضة قبالة مصر، وغرم عليها أموالا (?) عظيمة، واشترى ألف مملوك، وقيل ثمانمائة مملوك، وأسكنهم قلعة الروضة وسماهم البحرية. فهو أستاذ الترك الذي جلبهم لهذه البلاد. وهدم كنيسة النصارى