ثم دخلت سنة ثلاث وأربعين وستمائة

وفيها استقر معين الدين ابن الشيخ على دمشق وأعمالها وحصونها وبلادها، ودبرها أحسن تدبير (?)، وأقطع ملوك الخوارزمية في بلاد دمشق والساحل بمناشيره. فلما بلغ هذا السلطان الملك الصالح [نجم الدين أيوب] (?)، وأيضا خروج الصالح اسماعيل الى بعلبك، أرسل ينكر على الصاحب معين الدين (62 ب) وعلى الطواشي شهاب الدين رشيد الكبير وعلى الأمراء المصريين. فلما وصلت كتب السلطان الى الأمراء، كتبوا له الجواب: إننا نحن في خدمة من قدّمه مولانا السلطان وأمرنا بامتثال أمره، وأنّه حلف على الشروط، وأرسلوا الكتب للسلطان، فرجع الجواب من السلطان، أن الصاحب معين الدين حلف وأنتم ما حلفتم، فلو مسكتموه ما كان عليكم فيه إثم. و [أمر] (?) أن يجهّز اليه الى مصر تحت الحوطة الركن الهيجاوي وأمين الدولة (?) وزير صاحب بعلبك، فسيروهم كما رسم فأعتقلهم بالقلعة.

وفيها نزل الأمير سيف الدين علي بن قليج من قلعة عجلون، وسلمها الى نواب السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب صاحب مصر، ورحل المذكور الى دمشق وأقام بها.

[الوفيات]

وفيها مات الصاحب معين (?) ابن الشيخ بدمشق ليلة الأحد ثاني عشري رمضان، وصلي عليه بجامع دمشق ودفن بقاسيون. وكان مرضه بالإسهال والدم، ومولده في المحرم سنة ست وثمانين وخمسمائة وقيل سنة ثمان وثمانين. ودفن الى جانب أخيه عماد الدين، وكان بين بلوغ أمنيته وحلول منيته أربعة أشهر وخمسة عشر يوما. وكان جوادا كريما دينا صالحا.

وفيها أفرج السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب عن الأمير فخر الدين ابن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015