ذي القعدة (?) سنة تاريخه. حكي عنه أنّه كان يقول: كنت كثير الجواز على قبور بني أيوب، في قدم الزمان، فأصابني ضيق، فرأيت في النوم كأن من قبورهم قبر شمس الدولة [توران شاه بن أيوب] (?)، فقصدت إليه، فوجدت قبرا عظيما مفتوح الباب، وهو فيه مسجى بكفنه ومعي قصيدة أمتدحه بها، فأنشدته إياها فلما فرغت من إنشادي أستتر عني في زاوية القبر فيما أظنه، وخلع كفنه فرمى به اليّ فيما بدا لي، فرأى في وجهي أثر النوم والانكسار، فأنشدني: [البسيط]

لا تستقلّنّ معروفا سمحت به ... ميتا وأمسيت منه عاري البدن (?)

ولا تظننّ جودي شأنه (?) بخل ... من بعد بذلي ملك الشام واليمن

(62 أ) اني خرجت من الدنيا وليس معي ... من كل ما ملكت كفّي سوى كفني

وفيها مات الملك المظفر تقي الدين محمود (?) بن السلطان الملك المنصور، ناصر الدين أبو المعالي، محمد ابن الملك المظفر تقي الدين عمر ابن الأمير نور الدولة شاهنشاه ابن أيوب، صاحب حماه. مولده يوم الثلاثاء منتصف شهر رمضان سنة تسع وتسعين وخمسمائة. وتملك حماة في سنة ست وعشرين وستمائة عندما انتزعها السلطان الملك الكامل ابن العادل صاحب مصر من الناصر قليج أرسلان أخو تقي الدين محمود المذكور، وسلمها الكامل اليه، فلم يزل بها حتى مات يوم السبت ثامن جمادى الأولى من هذه السنة.

وفيها مات السلطان أرسلان (?) شاه بن عز الدين مسعود ابن قطب الدين مودود، ابن عماد الدين زنكي ابن أقسنقر. كان محبوبا الى والده، ولما ملك شهرزور وحضرته الوفاة، أخذ له العهد على الأمراء والأجناد والأعيان، وساعده جده ولاقى التتار مرارا عديدة.

وكانت وفاته يوم الأحد رابع عشر شعبان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015