الصالح أيوب القبول العظيم، لأن الصالح اسماعيل قد نفاه من دمشق.

(53 ب) فلما قدم على الصالح نجم الدين أيوب ولاّه الخطابة (?) بمصر والقضاء بها بالوجه القبلي. وكانت ولايته يوم عرفة ثم عزل نفسه مرتين وانقطع في بيته حتى مات (?).

وفيها أصرف قاضي القضاة شرف الدين ابن عين الدولة عن القضاء بمصر والوجه القبلي، وذلك في يوم الجمعة عاشر ربيع الآخر، كتب الملك الصالح اليه كتابا من جملته:

«إن القاهرة المحروسة لما كانت دار الملك وأمراء الدولة وأجنادها مقيمون بها، وحاكمها مختص بحضور دار العدل، تقدمنا أن يتوفر القاضي على القاهرة وعملها لا غير» (?). وفوّض السلطان قضاء القضاة بمصر والوجه القبلي للقاضي بدر الدين أبي المحاسن يوسف السنجاري، قاضي سنجار (?)، ثم مرض القاضي شرف الدين المذكور في أثر ذلك ومات في هذه السنة، وهو شرف الدين أبو المكارم محمد (?) بن عين الدولة أبي الحسن عبد الله بن القاضي الرشيد أبو المجد الحسن بن علي بن صدقة بن حفص، الصفراوي الأصل الشافعي المذهب الإسكندراني المولد، المصري الدار. كانت وفاته يوم الخميس تاسع ذي القعدة، ودفن من يومه بسفح المقطّم، ومولده يوم السبت مستهل جمادي الآخرة سنة إحدى وخمسين وخمسمائة. كان فاضلا، عالما، ذا أدب وكيس ونوادر، وذو (?) يد مطبوعة، وكان مع ذلك ما يحكم إلا بما يقتضيه الشرع الشريف، ولا يراعي أحدا في الحق، حتى كان السلطان الملك الكامل وأكابر الأمراء يشفعوا (?) عنده ويسألوه (?) في أمور لا تسوغ (54 أ) فما يوافقهم وينهرهم ومتى غصبوه بأمر يخرج عن الشرع الشريف يعزل نفسه حتى يسألوه على الولاية ويطلبوا رضاه بكل وجه. وله نظم يدل على قوة فهمه وغزارة فضله فمن ذلك وقد سأله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015