السلطان الملك الكامل عن شيء فجاوبه بغيره لقلة سمعه، فقال له الصلاح الإربلي:
السلطان يقول لك كيت وكيت، وفهّمه الكلام، فأنشد هذه الأبيات:
[البسيط]
يا سائلي عن قوى جسمي وما فعلت ... فيه السنون خذ التحقيق (?) تبيينا
ثاء (?) الثلاثون أدركت (?) الفتور (?) بها ... فكيف حالي في ثاء الثمانينا
يا رب (?) لطفا (?) بشيخ مدنف (?) هرم ... أسير ضعف أعنه رب آمينا
وركب يوما لتلقي السلطان الملك الكامل، فلما سلم عليه قال له السلطان: يا قاضي سلم على السلطان الملك الناصر، فسلم عليه وقال: [البسيط]
وكثره النور يغشى ناظر المقل
فأعجب به لسرعة اعتذاره ولطف جوابه. وأرسل اليه بعض الأمراء رسالة في حق شخص يسمى موسى بأن يسمع كلامه ويستشهده فقال: سلّم على الأمير وقل له هذا زمان محمد لا موسى ولا عيسى، وكان الملك الكامل اسمه محمد.
قال رحمه الله دخلت مصر في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، وناب في الحكم عن قاضي القضاة ابن أبي عصرون وعن قاضي القضاة زين الدين علي بن يوسف الدمشقي وعن قاضي القضاة عماد الدين عبد الرحمن بن عبد العلي (?) الشافعي (54 ب) ثم استقل بالحكم بالقاهرة والوجه البحري في سنة ثلاث عشر وستمائة وفي سنة سبع عشرة تولى القضاء بجميع الديار المصرية وأضيف اليه أيضا بلاد من البلاد الشامية، وكان عارفا بالأحكام، مطّلعا على غوامضها، وكتب الخط الجيد، وله النظم والنشر ويحفظ من شعر المتقدمين والمتأخرين جملة.