السلطان منهم ثلاثمائة مملوك الى مكة لفتحها والإقامة بها (?)، وذلك في آخر شهر رمضان، ووصلوا الى مكة ودخولها في ذي قعدة، وهرب من كان بها من العسكر اليمني.
وفيها قبض السلطان الملك الصالح على الأمير عز الدين أيبك الأسمر الأشرفي بالاسكندرية وعلى الخدام الذين وافقوا على قبض أخيه، وهم: جوهر النوبي وشمس الخواص مسرور بدمياط، وعلى شبل الدولة كافور الفائزي بالشّرقيّة، وأحضروا الى القلعة.
وقبض أيضا على جماعة من الأتراك ومن الحلقة (?) ونفى جماعة.
وفيها في سابع عشري ربيع الأول، تولى (?) بدر الدين باخل الاسكندرية، وكان حينئذ واليا بمصر.
وفيها وفي ربيع الأول وردت الأخبار بأن الملك الصالح اسماعيل صاحب دمشق، صالح الفرنج وسلم اليهم الشقيف (?) وكان بيده، ونائبه فيه الحاج موسى، وكان أولا مشارفا على مطبخه. فلما أرسل اليه يأمره بتسليم الحصن امتنع وقال: والله لا أسلمته للفرنج، فأدّى الحال الى أن خرج اليه الصالح من دمشق وحاصره، وتسلم الحصن وقتل الحاج موسى وأخذ أمواله.
وفيها (49 أ) وردت الأخبار بأنّ الناصر داوود ابن المعظم عيسى صاحب الكرك قد اصطلح وتحالف هو والصالح اسماعيل صاحب دمشق واتفقا مع الفرنج، وذلك أنّ الصالح إسماعيل خاف على نفسه من الملك الصالح نجم الدين أيوب، فكاتب الفرنج واستنصر بهم واتفق معهم على معاضدته، وأعطاهم قلعة صفد وبلادها، وقلعة الشقيف وبلادها، ومناصفة صيدا وطبرية وأعمالها، وجبل عاملة، وجميع بلاد الساحل (?)، ومكنهم من دخول دمشق لابتياع السلاح. فشق ذلك على المسلمين، واستفتى المتدينون ممن يبيع السلاح،