الشيخ عز الدين ابن عبد السلام في مبايعة الفرنج السلاح، فأفتاهم أنه يحرّم عليهم بيعه للفرنج. وتوقف عن الدعاء للملك الصالح اسماعيل على المنابر بعد الخطبة الثانية، وعوض الدعاء له بهذا الدعاء: «اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشيدا (?) يعز فيه أولياءك (?) ويذل فيه عدوك (?)، ويعمل فيه بطاعتك، وينهى فيه عن معصيتك»، والناس يصيحون بالتأمين والدعاء للمسلمين.
وكان الصالح اسماعيل غائبا عن دمشق، فكوتب بذلك، فورد كتابه بعزل الشيخ عز الدين واعتقاله واعتقال الشيخ أبي عمرو بن الحاجب (?) أيضا لموافقته الشيخ على الإنكار. ثم وصل الصالح اسماعيل بعد ذلك الى دمشق فأفرج عنهما، واشترط على الشيخ عز الدين أنّه لا يفتى ويلزم بيته ولا يجتمع بأحد، فسأله الشيخ أن يفسح له في صلاة الجمعة والاجتماع بطبيب أو مزيّن دعت الحاجة اليهما وفي دخول الحمام، فأذن له (49 ب) في ذلك، ثم انتزح الشيخان عز الدين وأبو عمرو عن دمشق الى الديار المصرية (?) على ما نذكره، إن شاء الله تعالى، وولي مكان الشيخ عز الدين ابن خطيب بيت الآبار (?).
وفيها في ليلة الخامس والعشرين من المحرم، نزل خمس نفر من الحرامية ليلا الى مشهد السيدة نفيسة رضي الله عنها، وأخذوا منه ست (?) عشرة قنديل فضة، وكان نزولهم من الطاقات الزجاج. فظهروا (?) الحرامية المذكورين (?) من الفيّوم (?)، فأحضروهم الى مصر في رابع صفر وصحبتهم القناديل، فاعترف أحدهم بأنه هو الذي نزل وأخذ القناديل وأبرأ الباقين، فشنق على خشبة في عاشر صفر قبالة المشهد، وأقام مدة متطاولة وعملت جثته في فرد (?) حتى صار عظاما.