وفي آخر الساعة الثالثة من يوم الجمعة سادس عشر شعبان بني فيها، وفي عاشر ذو القعدة شرعوا في هدم الدور (?) التي بالجزيرة وتحول الناس منها. ولما كمل بناء القلعة قال في ذلك علي بن سعيد الغماري (?) الأندلسي: [الطويل]
تأمل لحسن الصالحيّة إذ بدت ... وأبراجها مثل النجوم تلالا
[وللقلعة العزاء كالبدر طالعا ... تفرج صدر الماء عنه هلالا (?)]
ووافى اليها النيل من بعد غاية ... كما زار مشغوف يروم وصالا
وعانقها من فرط شوق لحسنها ... فمدّ يمينا نحوها وشمالا
[جرى قادما بالسعد فاختطّ حولها ... من السعد أعلاما فزاد دلالا] (?)
وفيها في شهر ربيع الآخر، رتب السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب (48 أ) نوابا عنه، بدار العدل يجلسون به لإزالة المظالم عن الرعية، فجلس لذلك الافتخار ياقوت الجمالي وشاهدان عدلان، وجماعة من الفقهاء، منهم: الشيخ الإمام السيد الشريف، شمس الدين الأرموي نقيب الأشراف وقاضي العسكر ومدرس الناصرية [بمصر] (?) والقاضي فخر الدين ابن السكري، والفقيه عز الدين عباس (?)، فصار الناس يهرعون لدار العدل من كل جانب ويتظلمون، وتكشف ظلاماتهم، فاستراح السلطان من وقوف الناس إليه واستمر هذا الأمر (?).
وفيها في يوم الاثنين تاسع المحرم عزل عن حسبة (?) القاهرة عبد المهيمن ووليها شرف الدين محمد بن الفقيه عباس، خطيب القلعة.