المخترعة في صناعة الإنشاء» وهو أيضا في نهاية الحسن، وله ديوان ترسّل في عدّة مجلدات والمختار منه في مجلد [واحد] (?)، فمن رسائله رسالة يصف فيها الديار المصرية، وهي طويلة فمن جملتها فصل في صفه نيلها وقت زيادته، وهو من المعاني البديعة وهو:

«[وعذب] (?) رضابه فضاهى جنى النحل، وأحمر صفيحه فعلمت أنه قد قتل المحل».

وهذا المعنى في نهاية الحسن، وله كل معنى بديع في الترسّل. وكان يعارض القاضي الفاضل في رسائله، فإذا أنشأ رسالة أنشأ مثلها، وكان بينهما مكاتبات ومحاربات ولم يكن له في نظمه شيء حسن، وكان كثيرا ما ينشد: [الكامل]

قلب كفاه من الصبابة أنّه ... لبّى دعاء الظاعنين وما دعي

ومن الظنون الفاسدات توهّمي ... بعد الفراق بقاءه في أضلعي

(43 ب) وفيها مات القاضي جمال الدين أبو الحجاج، يوسف ابن القاضي علم الدين اسماعيل بن عبد الجبار بن يوسف بن عبد الجبار بن شبل بن علي الجدامي الصويتي، المقدسي الأصل، المصري المولد والدار، العدل الفاضل البارع، مولده ليلة الأحد العشرين من شهر رجب سنة إحدى وسبعين وخمسمائة سمع الحديث وقرأ القرآن المجيد والنحو واللغة وله تصانيف، وقرأ الأدب وقال الشعر وولي ديوان الجيوش مع أخيه ضياء الدين، وكان الملك الكامل يكرّمه وأرسله مع ولده الملك المسعود الى اليمن، فلم يقدر على أخلاق المسعود، وصنف كتابا سماه «البرق اليماني» عارض به البرق الشامي للأصبهاني وذكر فيه أحوال اليمن وما فيها من العجائب وشيئا من تاريخها وما جرى للمسعود فيها. وكانت وفاته ليلة الرابع والعشرين من شهر رمضان المعظم سنة تاريخه.

وفيها مات أبو محمد عبد العزيز بن دلف (?) بن أبي طالب البغدادي، المقرئ الناسخ الخازن. كان عدلا ثقة له صورة كبيرة. ولي خزانة كتب المستنصرية وغيرها، سمع (?) وروى (?) رحمه الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015