حينئذ، فما زال يتوصل حتى استوزره بدمشق، ولما مات الأشرف استوزره الصالح نجم الدين أيوب دون شهر. وكانت وفاته يوم الجمعة سابع عشري جمادى الآخرة بالخوانيق (?)، ودفن بمقابر الصوفية عند المنيبع. سمع الحديث وكان يتردد الى زيارة الصالحين وفيه يقول (?) نصر بن محمد الحنفي: [الكامل]
من قال أهل الشام عندي كلهم ... بقر، فليس عليه فيه جناح
لو لم يصح مقاله فيهم لما ... أضحى يسوس أمورهم فلاح
(36 ب) وفيها مات أبو منصور عبد الواحد بن إبراهيم بن الحسن بن نصر الله المعروف بإبن الدسكري (?). كان المذكور فاضلا ويكتب خطا مليحا يحكي فيه طريقة ابن البواب (?) وله نظم رقيق فمنه: [البسيط]
بيض المسرات في حمر الكؤوس إذا ... دارت على الهم انفلّت جحافله
قم عاطني من شموس الراح غير ضحى ... من كف بدر دجى حلو شمايله
مورّد الخد داجي الفرع فاحمه ... عبل الروادف واهي الخصر ناحله
يسيل من بين جفنيه لسفك دمي ... مهند فوق خدّيه حمايله
ما سحر هرون إلا من لواحظه ... يسبي القلوب وفي الأجفان نايله
تخال نور الأقاحي من مقبّله ... والغصن ما ضمنت منه غلايله
ما زلت أبذل روحي في رضاه كما ... جود الخليفة مبذول ونايله
وفيها مات الحافظ زكي الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد ابن أبي يداس البرزالي (?) المحدث الاشبيلي في رابع عشري رمضان بحماة. وكان معتنيا بعلم الحديث مفيدا