لأصحابه متواضعا. أقام بدمشق سنين كثيرة بمسجد فلوس وغيره، ثم سافر في هذه السنة الى حلب ورجع الى حماه فمات بها.

وفيها مات أبو الوفا مودود (?) ابن مسعود بن محمد بن مرامل الواسطي، كان شاعرا محسنا كثير الشعر فمنه قوله: [الرمل]

وهو أجفانك المرضى الصحاح ... لم يمل سمعي الى واش ولاح

(37 أ) يا غزالا حكم الحسن له ... بعد صوني في هواه بافتضاحي

لست أدري إذ بدا ثغرك لي ... أهو الأحسن ام نور الأقاحي

ورضاب فيه هل يشفى به ... ظمأي يوما فقد طال التياحي

كم ليال بتّ فيها أجتني ... ورد خدّيه بجدّ ومزاح

وفيها مات النجم هلال ابن أبي الفضل المعروف بابن الحلاوي (?) الشاعر، كان شاعرا مجيدا فمن نظمه: [الطويل]

وأغيد ممشوق القوام مهفهف ... أغنّ غضيض الطرف طاوي الحشى أحوى

أخفّ على قلبي متى أدع باسمه ... وأكرم عندي من سليمى ومن علوى

من الترك ألمي لا تدانى صفاته ... سعاد ولا تسموا الى حسنه اروى

جفا فجفا أجفان عيني رقادها ... على علمه أنّي على البين لا أقوى

ومولده في سنة ثمان وستين وخمسمائة ومات في هذه السنة، وكان شاعر ملوك حلب.

وفيها مات أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد المجيد بن اسماعيل بن عثمان بن يوسف بن الحصين بن حفص، الإمام جمال الدين بن الصفراوي (?) الإسكندري المالكي المقرئ المفتي. كان من الأئمة الأعلام، إنتهت اليه رئاسة الأفراد والفتوى ببلده، وحدث ببلده وبمصر وبالمنصورة، وكان قرأ القراءات على أبي القاسم عبد الرحمن بن خلف ابن محمد بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015