الناصر داوود ذلك ركب بعساكر الكرك وكبس الملك الصالح نجم الدين أيوب فأخذه أسير ذليل (?) وأخذ جميع ما كان معه، ومسك كل من معه وتوجه الى الكرك، فحبسه بها (?). فلما بلغ العادل ذلك سرّ به سرورا عظيما وأظهر الفرح، وعمل سماطا (?) في الميدان الأسود الذي تحت (35 ب) قلعة الجبل، وعمل قصور حلاوة، وملأ أحواض سكر وليمو (?) وعمل ألف وخمسمائة رأس غنم شواء ومثلها أطعمة، وقيل أنه أصرف في المهم خمسة (?) آلاف أبلوج سكر، وأمر لسائر الناس بحضور الطعام، ونادى (?) بذلك في العوام، فحضروا (?) الناس وأكلوا وحملوا ولم يمنع أحد (?)، وكان ذلك المهم مهول (?)، فلمّا فعل ذلك، بلغ السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب جميع ما اتفق.

وفيها أرسل السلطان الملك العادل إلى عند ابن عمه السلطان الملك الناصر داوود يسأله أن يرسل اليه الملك الصالح نجم الدين أيوب في قفص حديد ويعطيه عوضه أربعمائة ألف دينار، ويأخذ دمشق من عمه الصالح اسماعيل ويعطيه إياها وحلف على ذلك إيمانا عظيمة فلمّا وصل الكتاب الى عند الناصر داوود وفهم ما فيه حضر بنفسه الى عند ابن عمه الملك الصالح نجم الدين وأوقفه على الكتب (?) التي حضرت من عند أخيه العادل وعرّفه جميع ما سأل فيه، وأحضر القاصد الذي حضر بالكتب، ثم أنّ الناصر داوود كتب جواب الكتب للملك العادل يقول: وصل كتاب السلطان وهو يطلب أخيه (?) الى عنده في قفص حديد وأنك تعطيني أربعمائة ألف دينار مصرية وتأخذ دمشق ممن هي بيده وتعطيني إياها، فأما الذهب فهو عندك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015