دمشق، وكان وصولهم اليها في شهر شوال فالتقاهم السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب وخرج اليهم الى خربة اللصوص، وسر بهم سرورا كثيرا، وعرّفوه ان أكثر أهل مصر معه وفي طاعته وخارجين (?) عن طاعة أخيه.
وفيها توجه الملك الصالح الى نابلس وخيم عليها وأنّ أكابر دولته أشاروا عليه أن يقطع نابلس وأعمالها الى الأمراء الذين قدموا عليه فقبل منهم وأقطع المذكورين نابلس وأعمالها.
وكان الناصر داوود في ذلك الوقت بالديار المصرية في خدمة السلطان الملك العادل، فلما بلغه أنّ الصالح أقطع نابلس للأمراء الذي قدموا عليه وأمسك نوابه وأخذ أمواله وخرج من مصر وسار إلى الكرك. وكان السلطان الملك الصالح مقيم (?) على نابلس (35 أ) وهو يتحيّل على وقت يتوجه بعساكره إلى مصر.
وفيها اتفق الملك الصالح اسماعيل عم العادل والصالح نجم الدين أيوب، وكان يومئذ صاحب بعلبك مع الملك المجاهد صاحب حمص، على أخذ دمشق من السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب، فحضرا بعساكرهما الى دمشق وأخذوها (?) وذلك أنّ الصالح اسماعيل خرج بعساكره من بعلبك نصف الليل وساق الى قرب دمشق، كمن هنالك وكان ذلك اليوم نهار الجمعة، فكمن الى وقت صلاة الجمعة وساق، ودخلها ولم يعلم به أحد وهجم باب القلعة وملكها ومسك الملك المغيث ابن الملك الصالح وحبسه وقتل (?) نائب القلعة، واحتاط على بيوت الأمرا وعلى أولادهم وأموالهم، وألزم استادار كل أمير أن يكتب الى أستاذه، يعرّفه أنّه تحت الحوطة، وكتب لهم الصالح اسماعيل أنّ كل من حضر كان إقطاعه له وماله وزيادة ومن تأخر نهب ما له وسبى حريمه، وسير الكتب. فلما بلغ الأمراء ذلك، ركبوا يد (?) واحدة وساروا الى دمشق ولم يبق عند الصالح غير مماليكه (?). فلما بلغ