من يده وكان الملك المعظم (?) منعه من الفتيا، وكانت وفاته في رابع عشر جمادى الأول ودفن بالمدرسة التي أنشأها بجيرون (?)، وكان قليل سماع الحديث، سمع عمه عبد الملك الدولعي ومحمد بن صدقة الحرّاني، وكان له أخ جاهل فولي الخطابة بعده.

وفيها مات أبو محمد عبد الله (?) ابن عبد الرحمن ابن عبد الله ابن علوان بن عبد الله بن علوان بن نافع الأسدي الحلبي قاضي القضاة بحلب، أسمعه والده من الشيوخ الكبار والأئمة ثم سمع هو بنفسه كثيرا وكتب كثيرا بخطه، حفظ القرآن في صباه وتفقه على مذهب الإمام الشافعي وصحب أبا المحاسن يوسف بن رافع بن تميم قاضي حلب وقرأ عليه المذهب والخلاف والجدل والأصلين وعنى به عناية جيدة لما رأى من نجابته وذكائه وقدرة إدراكه وحسن طريقه، فاتخذه ولدا وصاهره وعهد إليه في جميع أحواله حتّى برع في العلم وصار معيدا في مدرسته وله نيف وعشرون سنة. ثم ولي التدريس بعده بمدارس ونبل وتقدم عند (30 ب) الملوك والسلاطين، وعلا جاهه وارتفع شأنه وروسل به الى ملوك الشام ومصر مرات، ثم أنّه ناب في القضاء بحلب مدة حياة القاضي، فلما مات ولي القضاء مكانه وأرسل رسولا الى دار الخلافة، فقدم بغداد في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وستمائة فأكرم مورده وجمع له الفقهاء فقهاء مدينة السلام ومدرسوها بدار الوزارة وأحضر وتكلم مع الفقهاء بحضرة الوزير، واستحسن الحاضرون كلامه. وكانت له معرفة حسنة بالحديث ويد باسطة في الأدب، وكان محبا لأهل الدين والصلاح وأرباب الزهد والفقر، كثير الإقبال عليهم والزيارة لهم والتبرك بهم، وله تطلع كثير الى من يصل الى بلده من الغرباء وطلبة العلم ومبالغة في إكرامهم والقيام بما يحتاجون اليه. وكان مع ما خصه الله به من الورع والدين المتين والتمسك بسير السلف والرزانة والثبات والحرمة والوقار وحسن الخلق والخلق، لطيفا مزاحا ظريفا بساما، طيّب المعاشرة حلو المحاضرة مقبولا محببا الى من يراه لا يمل جليسه منه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015