قال الشيخ محب الدين ابن النجار (?): اجتمعت به بدمشق عند شيخنا أبي (?) اليمن الكندي ثم بحلب مرات كثيرة، وله عليّ أياد يعجز عن حصرها قلمي ويقصر عن شرحها كلمي، وسمعت منه بحلب وسمع مني وحدث ببغداد بكثير من عواليه، وكان ثقة نبيلا ما رأت عيناي مثله ولا أكمل منه وسألته عن مولده، فقال: في جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، وبلغني أنّه توفي في شعبان من هذه السنة في ليلة السبت (31 أ) سادس عشرة.
وفيها مات قاضي القضاة شمس الدين أبو البركات يحيى بن هبة الله بن الحسن، المعروف بابن سني الدولة (?). كان فقيها إماما فاضلا نبيلا نزيها عفيفا عادلا منصفا حافظا (?) لقوانين الشريعة، لا تأخذه في الله لومة لائم. ولي القضاء زمانا بالبيت المقدس ثم وليه بدمشق مدة، وكانت وفاته يوم الأحد سادس ذي القعدة، وصلى عليه ولده (?) القاضي صدر الدين بجامع دمشق وحمل الى قاسيون، وكانت له جنازة عظيمة وتأسف عليه الناس. سمع الحديث من جماعة منهم: أبو عبد الله ومحمد بن صدقة الحرّاني وغيره (?).
وفيها مات أبو المحاسن يوسف ابن اسماعيل بن علي ابن أحمد بن الحسين بن إبراهيم، المعروف بالشّواء (?) الملقب شهاب الدين، الكوفي الأصل الحلبي المولد والمنشأ والوفاة. كان أديبا فاضلا متقنا لعلم العروض والقوافي، شاعرا جيد يقع له في الشعر معان بديعة، وله ديوان شعر في أربع مجلدات، فمن نظمه ما ذكره الشيخ شمس الدين ابن خلكان (?)، قال أول شيء أنشدني: [السريع]