وَقَالَ ابْن عقيل من أَصْحَابنَا: وَلَا يُنكر أَن يحدث الله شَيْئا عقيب شَيْء، من غير (70 / ب) تولد من ذَلِك الشَّيْء. كَمَا يحدث الشِّفَاء عِنْد التَّدَاوِي. والجرب والجذام عِنْد مقاربة أَصْحَاب ذَلِك باطراد الْعَادة لَا من طَرِيق الْعَدْوى. وَقد نقص قوم من رُتْبَة السحر فَقَالَت الْمُعْتَزلَة: لَيْسَ السحر إِلَّا الشعبذة والدهشة وَالنَّقْل الصَّحِيح يكذبهم. فَإِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " سحر حَتَّى كَانَ يخيل إِلَيْهِ بِأَنَّهُ يَأْتِي أَهله فيغتسل ". وَقد رَفعه قوم فجعلوه زَائِدا على المعجزات. وَرُبمَا توهم جَاهِل أَن السَّاحر يقلب الصُّور فَيجْعَل الْمَرْأَة طائرا وَنَحْو ذَلِك.
وَذكر بعض الْمُفَسّرين أَن السحر فِي الْقُرْآن على خَمْسَة أوجه: -
أَحدهَا: السحر الْمَعْرُوف الَّذِي يَأْخُذ بِالْعينِ وَالْقلب. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الْبَقَرَة: {يعلمُونَ النَّاس السحر} ، وَفِي الْأَعْرَاف: {سحروا أعين النَّاس واسترهبوهم} .
وَالثَّانِي: الْعلم. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي الزخرف: {أيه السَّاحر ادْع لنا رَبك} .