والضبط: هو أن يحفظ الراوي الحديث من شيخه ويعيه بحيث إذا حدث به عنه حدث به على الوجه الذي سمعه عليه.

والضبط عند المحدثين قسمان: ضبط صدر وضبط كتاب (?) .

4 - أن لا يكون شاذا، والشذوذ لغة التفرد، وفي اصطلاح أهل الحديث: ما يخالف فيه الراوي من هو أوثق منه.

5 - أن لا يكون معللا: أي لا يكون فيه علة خفية تقدح في صحته.

ثم نستعرض مع الطالب بعض الأمثلة الموضحة لما سبق، حتى تترسخ معالم هذه الصنعة وتتمكن من لبه:

أخرج الإمام البخاري في صحيحه (كتاب الجهاد والسير/باب: ما يعوذ من الجبن) قال: حدثنا مسدد، حدثنا معتمر، قال: سمعت أبي، قال سمعت أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

» اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والهرم، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من عذاب القبر «.

فقد استوفى هذا الحديث شروط الصحة وهي:

1 - إسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

2 - اتصال السند من أوله إلى آخره، فأنس بن مالك صحابي سمع النبي صلى الله عليه وسلم، وسليمان بن طرخان -والد المعتمر- قد صرح بالسماع من أنس، ومثله المعتمر قد صرح بالسماع من أبيه، وكذلك شيخ البخاري قد صرح بالسماع من معتمر، والبخاري -رحمه الله- قد صرح بسماع هذا الحديث من شيخه.

3 - توفر العدالة والضبط في رواة السند من لدن الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه إلى مخرجه الإمام البخاري -رحمه الله-.

* فأنس ابن مالك -رضي الله عنه-: صحابي، وكل الصحابة عدول بتعديل الله لهم -رضي الله عنهم أجمعين-.

* وسليمان بن طرخان -والد المعتمر- ثقة عابد.

* وابنه المعتمر ثقة.

* ومسدد بن مسرهد: ثقة حافظ.

* والإمام البخاري أمير المؤمنين في الحديث وأستاذ الأستاذين وطبيب المحدثين في العلل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015