والقبائل، والجيران، إذا دخلت في الأعياد؛ حلَّت الكَلَفة وتوسَّط الثِّقل، فأصبح اللقاء طارداً! ! والفرح مصطنعاً، فأين السعادة إذن؟ ! !
مصداق ذلك أن تقارن بين أعياد المدن وأعياد القرى، والقرى أكثر اجتماعاً طيلة السنة، وعيدهم أجمل وأمتع وليس ثمَّة مهرجانات واحتفالات وأسواق وطرب ومسرحيات! ! كما في المدن.
كذلك قارن بين أعياد الأسر التي تجتمع كثيراً طيلة السنة، مع الأسر التي لا تلتقي إلا في السنة مرَّة واحدة.
إذن طول الغياب مورث للجفوة والرسمية. والفرح لابد له من التبسط والأريحية.
ونجد أن كثيراً من الشباب يرغب في العيد مع أصدقائه مع أنه يراهم يومياً، لأنه يحبهم، و «لقاء الأحبة مسلاة الهموم» (?) ويجد معهم طرحَ الكَلَفَة، وكثيراً من معاني السرور ما لا يجدها في عيد أسرته أو أخواله أو جيرانه، ناهيك عن ضعف الوازع الديني في كثير من الشباب في أمر «صلة الرحم»، فالهدف عندهم المتعةُ لا غير.