ولا تفروا أبدا.
2-ذكر الله تعالى: تهليلا وتكبيرا وتسبيحا ودعاء وضراعة وذكر وعده تعالى لأوليائه بالنصر ووعيده لأعدائه بالهزيمة. دل عليه قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} . أي تفوزوا بالنصر في الدنيا والجنة في الآخرة بعد النجاة من الهزيمة والمذلة في الدنيا والنار وعذابها في الآخرة.
3-طاعة الله ورسوله في أمرهما ونهيهما، وطاعة قائد المعركة ومديرها إذ طاعته ثابتة بآية: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} 1وهذه الطاعة كما ذكرنا من أكبر عوامل النصر حسب سنة الله تعالى في هذه الحياة.
4-عدم التنازع والخلاف: إذ هما من موجبات الفشل الذريع وذهاب القوة وحصول الهزيمة المدمرة والعياذ بالله. دل على هذا قوله تعالى: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} . والريح القوة وهي الغلبة والنصر. كما يقال الريح لفلان إذا كان غالبا وشاهده من شعر العرب:
إذا هبت رياحك فاغتنمها ... فإن لكل خافقة سكون
ومن أراد فهم معنى الريح المفسرة بالقوة والنصر فليقف في طريق السيارات أي إلى جانب الطريق ولينتظر حتى تمر به شاحنة مسرعة في جريها فإنها تدفعه بريحها كعاصفة شديدة من الرياح، ومن ثم يعرف معنى الريح في هذا النداء وأنه القوة الدافعة للعدو؛ لأن المجاهدين إذا اتحدوا وصاروا صفا واحدا وهجموا يوجد لهم قوة أعظم من ريح الشاحنة القوية، وهم في طريقهم إلى دفع العدو وكسره وتحطيم قوته.
5-بيان نتائج التنازع والخلاف: وأنها الفشل الذريع وذهاب القوة المعبر عنها بالريح لقوله تعالى: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} .
6-الصبر: أي على مواصلة القتال بعد الإعداد له وتوطين النفوس وإعدادها للجهاد في سبيل الله تعالى لقوله تعالى: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} أي بالنصر والفوز بعد التثبيت أثناء القتال.