7-الإخلاص لله تعالى: في الجهاد كما في سائر العبادات؛ إذ الإخلاص روح العبادة فإن فقد فقدت، إذ قال تعالى بعد الآية الثالثة: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} فحذر المؤمنين من أن يكونوا كأولئك الذين خرجوا من ديارهم لقتال المؤمنين بطرين متكبرين مرائين بخروجهم وقتالهم غيرهم من المؤمنين لصد الناس عن الإسلام.
فلتذكر أيها القارئ الكريم أن هذه العوامل عوامل النصر وهى أفعال وتروك قد تضمنتها الآيات الثلاث التي نادى الله عز وجل عباده المؤمنين من أجلها. فلنحفظ الآيات ولنكرر قراءتها وقراءة معانيها فتصبح بذلك أهلا لقيادة الجيوش وخوض والمعارك. ولن يصل إلى مستوانا الرفيع قائد معارك ولو درس في كل كليات الحرب في العالم الكافر الفاجر…
وهناك معلومات إضافية لك إليك بيانها:
1-الذكر أثناء الجهاد يكون سرا إلا ما كان عند الهجمة الأولى فإنه يكون برفع الصوت الله أكبر الله أكبر وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يحب الصمت عند ثلاث: عند تلاوة القرآن، وعند الزحف، وعند الجنازة "، والذكر المأمور به في القتال يكون بالسر بالقلب واللسان إذ صح قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " يقول الله تعالى: إن عبدي كل عبدي الذي يذكرني وهو يناجز قرنه ". أي لا يشغله ذلك الحال عن ذكرى ودعائي واستعانتي.
2-قال أحد العلماء الربانيين لو رخص لأحد في ترك الذكر لرخص لزكريا إذ قال تعالى له: {أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً} . ولو رضى لأحد في ترك الذكر لرخص للمجاهد في المعركة. ومن هنا لا يترك الذكر إلا في حالة واحدة وهى جلوس العبد لقضاء الحاجة (التغوط) .
3-اعلم أنه لا جهاد للكفار بدون إمامة شرعية. فلا يحل لرجل أو فئة أن تقاتل بدون إذن إمام المسلمين وتعيينه قائدا يقودهم في ساحات الجهاد.
والله أسأل أن لا يحرمنا أجر الجهاد ولو متنا على فرشنا، إنه قدير وبالإجابة جدير.
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.