الآيات (45 _ 46 _ 47) من سورة الأنفال
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}
الشرح:
اعلم أيها القارئ الكريم والمستمع المستفيد ولنعلم كلنا وكل مؤمن ومؤمنة أن هذا النداء الإلهي الكريم موجه إلى المؤمنين بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا، وقد أذن لهم في قتال أعدائه الكافرين به وبلقائه وكتابه ورسوله، فكانت أول سرية غزت سرية عبد الله بن جحش رضى الله عنه وتأتى غزوة بدر الكبرى، وانفتح باب الجهاد اليومي على مصراعيه، وهم في حاجة إلى تعليم رباني وهداية إلهية يعرفون بموجبها كيف يخوضون المعارك وينتصرون فيها. وفى هذه الآيات الثلاث التي تضمنها هذا النداء الكريم تعليم عال جدا لخوض المعارك والانتصار فيها وهذا بيانها:
1-الثبات في وجه العدو: والصمود في القتال حتى لكأن المجاهدين جبل شامخ لا يتحرك، دل على هذا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ} طائفة مقاتلة {فَاثْبُتُوا} أي في وجه تلك الطائفة الكافرة المقاتلة