كذا إلا كان كما ظن " وسر ذلك قوة تقوى عمر رضى الله عنه وشدتها حتى استحالت روحه إلى طاقة من نور. يشهد لهذا ويقرره قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيه: " ما سلك عمر فجا إلا سلك الشيطان فجا غير فجه "، وما ذلك إلا لقوة نوره الذي أثمرته له قوة تقواه لله سبحانه وتعالى. وقوله صلى الله عليه وسلم فيه: " لو كان من أمتي محدثون _ أي تحدثهم الملائكة _ لكان منهم عمر " رضى الله عنه وأرضاه، ولذلك لقوة تقواه، فلنذكر هذا أيها القارئ والمستمع ولا ننسه.
2-تكفير السيئات: وهى الخطايا وهو سترها وعدم المؤاخذة بها، وإبطال مفعولها في تلويث النفس وتخبيثها. والسيئات جمع سيئة وهى كل معصية لله ورسوله صلى الله عليه وسلم من شأنها أن تسئ إلى النفس البشرية بالتخبيث والتلويث بأوضار السيئة وآثارها، وهل المراد بالسيئات التي فعلها العبد قبل التقوى هذا هو الظاهر، ولكن لا مانع من أن المتقى تزل قدمه ويفعل سيئة ثم يتوب منها فتزيل التقوى التي يعيش عليها أثرها من نفسه ويصبح كأنه لم يقاربها أبدا.
3-مغفرة الذنوب: وهى الآثام، هذه ثمرة قبل الأخيرة من ثمار تقوى الله عز وجل التي وعد أصحابها بها، وهى مغفرة ذنوبهم وعدم مؤاخذتهم بها وهذا في الدنيا والآخرة معا؛ إذ بعض الذنوب، يعجل لأصحابها عقوبتها في الدنيا قبل الآخرة. وقد يعذب بها في الدنيا والآخرة، معا، والعياذ بالله.
4-والأخيرة وهى أعظم تلك الثمار وأشهاها إنها الجنة ونعيمها. وعبر عنها بالأجر العظيم؛ لأنها بمثابة الجزاء على التقوى والجزاء والأجر بمعنى واحد يقال أثابه وأجره وجزاه بكذا على كذا، الكل بمعنى واحد، ولعل السر في عدم ذكر الجنة الاكتفاء بذكر الأجر العظيم؛ لأن الله تعالى لا يعطى العاملين أجرا يوم القيامة غير الجنة ورضاه؛ إذ لا مال يومئذ ولا دينار ولا درهم.
واخيرا أيها القارئ والمستمع لا يفوتكما ولا إياي هذه الصفقة التجارية العظيمة التي ربحها الفرقان العظيم، وتكفير السيئات، ومغفرة الذنوب، والجنة والرضوان في دار السلام، ألا فلنتق الله عز وجل ولنثبت على ذلك حتى تلقى الله تعالى.
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.