دل على أن ما كان من تسليمه -عليه السلام- كان في الوقت الذي أمره الله بالعفو والصفح عن المشركين وترك مجادلتهم إلا بالتي هي أحسن، ثم إن الله -عز وجل- نسخ ذلك وأمره بقتال أهل الكفر ونسخ معه السلام عليهم، وثبت الأمر على قوله: "لا تبدئوا اليهود ولا النصارى بالسلام، ومَن سلم عليكم منهم فقولوا: وعليكم، حتى تردوا عليه ما قال".
وأخرج حديث أسامة بن زيد بإسناد صحيح عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي، عن أبي اليمان الحكم بن نافع البهراني الحمصي شيخ البخاري، عن شعيب بن أبي حمزة دينار، عن محمَّد بن مسلم الزهري، عن عروة بن الزبير، عن أسامة بن زيد.
وأخرجه البخاري (?) في تفسير سورة آل عمران: ثنا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني عروة بن الزبير، أن أسامة بن زيد أخبره: "أن رسول الله -عليه السلام- ركب على حمار على قطيفة فدكيَّة وأردف أسامة بن زيد وراءه يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن خزرج قبل وقعة بدر، قال: حتى مرَّ بمجلس فيه عبد الله بن أبي بن سلول -وذلك قبل أن يسلم عبد الله بن أبي، فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين وعبدة الأوثان واليهود، وفي المجلس عبد الله بن رواحة. . . ." إلى آخره نحو رواية الطحاوي سواء.
وأخرجه البخاري أيضًا في الجهاد (?) وفي اللباس (?) عن قتيبة، عن أبي صفوان -وهو عبد الله بن سعيد الأموي- عن يونس.
وفي الأدب (?) عن أبي اليمان، عن شعيب.
وفي الطب (?) عن ابن بكير، عن الليث، عن عقيل.