قوله: "فقال: أقد قضى؟ " أي أقد مات؟ والهمزة فيه للاستفهام، وهو علي صيغة المعلوم، وأصل معناه: فرغ، يقال: قضي نحبه أي مات، وضربه فقضي عليه أي قتله، كأنه فرغ منه.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه بإسناد صحيح، عن أحمد بن الحسن بن القاسم الكوفي نزيل مصر، عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن وهب بن كيسان القرشي المعلم، عن أبي هريرة.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (?): ثنا عفان، ثنا وهيب، عن هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان، عن محمَّد بن عمرو بن عطاء، عن سلمة الأزرق، عن أبي هريرة قال: "مُرَّ على النبي -عليه السلام- بجنازة يُبكى عليها -وأنا معه وعمر بن الخطاب- فانتهر عمر - رضي الله عنه - اللَّاتي تبكين مع الجنازة، فقال رسول الله -عليه السلام-: دعهن يا ابن الخطاب؛ فإن النفس مصابة، والعين دامعة، والعهد قريب".

وأخرجه ابن ماجه (?): عن ابن أبي شيبة. . . . نحوه. والله أعلم.

واعلم أنه وقع في رواية ابن ماجه بين وهب بن كيسان وبين أبي هريرة شخص واحد، وهو محمَّد بن عمرو بن عطاء.

وفي رواية أخرى (2) له من طريق ابن أبي شيبة أيضًا وقع بينهما شخصان أحدهما محمَّد بن عمرو بن عطاء هذا، والآخر سلمة بن الأزرق.

وأخرجه النسائي (?): عن علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر، عن محمَّد ابن عمرو بن حلحلة، عن محمَّد بن عمرو بن عطاء، عن سلمة بن الأزرق، عن أبي هريرة.

وأما رواية الطحاوي فإنه ليس فيها بين وهب بن كيسان وبين أبي هريرة أحد كما تري ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015