ووهب هذا قد روى عن أبي هريرة وغيره من الصحابة. ذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" من التابعين.

وأما حديث عائشة - رضي الله عنها -، فأخرجه عن علي بن معبد بن نوح المصري، عن إسماعيل بن عمر الواسطي شيخ أحمد وابن معين، عن سفيان الثوري، عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب، فيه مقال؛ فعن محمَّد بن سعد: كان كثير الحديث ولا يحتج به. وعن الجوزجاني: ضعيف الحديث. وعن أبي حاتم: منكر الحديث مضطرب الحديث ليس له حديث يعتمد عليه. وقال الدارقطني: مدينيّ يترك وهو مغفل، وقال النسائي: لا نعلم مالكًا روى عن إنسان ضعيف مشهور بالضعف إلا عاصم بن عبيد الله.

والحديث أخرجه أبو داود (?): عن محمَّد بن كثير، عن سفيان، عن عاصم. . . . إلى آخره نحوه.

وأخرجه الترمذي (?) وابن ماجه (?)، وفي رواية ابن ماجه: "علي خديه".

وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وقال المنذري في "مختصر السنن": وفي إسناده عاصم بن عبيد الله، وقد تكلم فيه غير واحد من الأئمة.

ويستفاد منه حكمان:

الأول: إباحة البكاء على الميت من غير صوت.

والثاني: جواز تقبيل الميت؛ فإن رسول الله -عليه السلام- قبَّل عثمان بن مظعون، وهو ممن هاجر الهجرتين، وممن شهد بدرًا، وكانت وفاته في سنة اثنتن من الهجرة وهو أول مَن دفن بالبقيع، ومظعون بالظاء المعجمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015