أنه ثلاثة آصع، وحكي عن أبي زيد أنه إناء يسع أربعة أرباع، وقال غيره: هو إناء ضخم من مكاييل أهل العراق.
قلت: فعل هذا لم يتقرر الفرق على ستة عشر رطلًا، فلم يكن ثلاثة أصوع، ولا كان الصاع خمسة أرطال وثلثًا، فحينئذ لم يتم استدلالهم بما ذكروه، فافهم.
ثم إنه أخرج حديث عائشة من ثلاثة طرق صحاح:
الأول: عن فهد بن سليمان، عن أحمد بن عبد الله بن يونس شيخ البخاري وأبي داود، عن زائدة بن قدامة، عن جعفر بن برقان الكلابي الجزري، عن محمَّد بن مسلم الزهري، عن عروة، عن عائشة.
وأخرجه أبو داود (?): ثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة: "أن رسول الله - عليه السلام - كان يغتسل من إناء -وهو الفَرَق- من الجنابة".
قال معمر: عن الزهري في الحديث قالت: "كنت أغتسل أنا ورسول الله - عليه السلام - من إناء واحد. فيه قدر الفَرَق".
وأخرجه مسلم (?) نحوه.
الثاني: عن سليمان بن شعيب بن سليمان الكيساني، عن أسد بن موسى، عن محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب المدني، عن محمَّد بن مسلم الزهري، عن عروة، عن عائشة.
وأخرجه البخاري (?): ثنا آدم بن أبي إياس، قال: ثنا ابن أبي ذئب ... إلى آخره نحوه سواء.