وأخرجه ابن حزم في "المحلى" (?): من طريق حماد بن زيد، ثنا أنس بن سيرين قال: "خرجت مع أنس بن مالك إلى أرضه ببثق شيرين وهي رأس خمسة فراسخ، فصلى بنا العصر في سفينة وهي تجر بنا في دجلة قاعدًا على بساطٍ ركعتين، ثم سلم، ثم صلى بنا ركعتين ثم سلم" انتهى.

و"بَثَق شيرين" بفتح الباء الموحدة، وسكون الثاء المثلثة بعدها قاف مضاف إلى شيرين -بكسر الشين المعجمة -وهو اسم نهر تحت نهر الديْر بستة فراسخ، ونهر الدَيْر في غربيّ دجلة، وعند فوّهته مشهد محمد بن الحنفية - رضي الله عنه -، وكلاهما من أنهر البصرة، والآن بثق شيرين قد خُرِبَ ودُثِرَ.

ويستفاد من هذا: أن أنسًا كان يأخذ بالعزيمة، وجواز الصلاة في السفينة، واستحباب إقامة السنن المؤكدة في السفر.

ص: حدثنا يزيد بن سنان، قال: ثنا يحيى بن سعيد، قال: ثنا شعبةُ، قال: ثنا الأزرق بن قيْس قال: "رأيت أبا بَرْزة الأسلميَّ بالأهْواز صلّى العصر، فقلت: كم صلى؟ قال: صلى ركعتين".

ش: يحيى بن سعيد القطان، والأزرق بن قيس الحارثي البصري روى له البخاري وأبو داود والنسائي، وأبو بَززة اسمه نَضْلة بن عبيد الصحابيّ - رضي الله عنه -.

ص: فهؤلاء أصحاب رسول الله - عليه السلام - كانوا يُقَصّرون الصلاة في السفر، وينكرون على من أتم.

ألا ترى أن سعدًا - رضي الله عنه - لما قيل له: إن المِسْورَ وعبد الرحمن بن عبد يغوث يُتمّان، قال: "نحن أعلم" ولم يعذرهما في إتمامهما، وأن الرجل الذي قدّمه سلمان - رضي الله عنه - ومعه ثلاثة عشر من أصحاب رسول الله - عليه السلام -، فصلى أربعًا قال له سلمان: "ما لنا وللمربعة؟! إنما يكفينا نصف المربع"، ولم يُنكر ذلك عليه من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015