الفضل بن عباس قال: "بتُّ ليلة عند النبي - عليه السلام - لأنظر كيف يصلي؟ فقام فتوضأ وصلى ركعتين؛ قيامه مثل ركوعه، وركوعه مثل سجوده، ثم نام، ثم استيقظ فتوضأ واستنثر، ثم قرأ الخمس آيات من آل عمران {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (2)، فلم يزل يفعل هذا حتى صلى عشر ركعات، ثم قام فصلى سجدة واحدةً فأوتر بها، ونادى المنادي عند ذلك، فقام رسول الله - عليه السلام - بعدما سكت المؤذن فصلى سجدتين خفيفتين، ثم جلس حتى صلى الصبح".

قوله: "ثم تعارّ" بتشديد الراء، أي استيقظ، ولا يكون إلا يقظةً مع كلام، وقيل: معناه تمطى، وقال الجوهري: تعارّ الرجل إذا هبّ من نومه مع صوت.

قوله: "فآذنه" أي أعلمه بصلاة الصبح.

وأما حديث يونس بن عبد الأعلى فقد أخرجه أيضًا بإسناد صحيح؛ إيذانًا بأن معنى هذه الرواية معنى الرواية السابقة وليس بينهما اختلاف، ولكنه زافى في هذه الرواية ركعتين، وهما ركعتا الصبح.

وأخرجه البخاري (?): عن عبد الله بن يوسف، عن مالك.

ومسلم (?): عن يحيى، عن مالك.

وأبو داود (?): عن القعنبي، عن مالك.

والنسائي (?): عن محمَّد بن سلمة، عن ابن القاسم، عن مالك.

وابن ماجه (?): عن أبي بكر بن خلاّد الباهلي، عن معن بن عيسى، عن مالك.

وأحمد (?): عن عبد الرحمن، عن مالك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015