الجماعة، عن قيس بن سليمان العنبري التميمي وثقه ابن حبان، عن كريب، أن ابن عباس حدثه: "أنه - عليه السلام - أوتر بثلاث".
فهذه الرواية عن كريب تدل على أن معنى روايته الأول هو المعنى الذي ذكره الطحاوي؛ إذ التوفيق بين الروايتين المتعارضتين هو الأصل؛ لأن فيه الإعمال بالدليلين وإن لم يوفّق فأقل المرتبة يَسقط العمل بإحدى الروايتين، وهو خلاف الأصل.
وأما إسناد حديث كريب في روايته الأولى فصحيح أيضًا؛ لأن رجاله ثقات، فيحيى بن صالح الوُحاظي أبو صالح الشامي شيخ البخاري وقد تكرر ذكره، وسليمان بن بلال القرشي أبو محمَّد المدني روى له الجماعة، وشريك بن أبي نمر هو شريك بن عبد الله ابن أبي نمر القرشي أبو عبد الله المدني روى له الجماعة الترمذي في "الشمائل".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (?): ثنا يحيى بن أيوب العلاف، ثنا سعيد بن أبي مريم، أنا محمَّد بن جعفر، أخبرني شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن كريب، عن ابن عباس قال: "رقدتُ في بيت خالتي ميمونة زوج النبي - عليه السلام - وكان النبي - عليه السلام - عندها؛ لأنظر كيف صلاة النبي - عليه السلام - من الليل؟ فتحدث النبي - عليه السلام - مع أهله ساعة ثم رقد، فلما كان ثلث الليل الآخر أو نصفه قام فنظر إلى السماء فقرأ {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (?) هذه الآيات، ثم قام فتوضأ واستن، ثم صلى إحدى عشرة ركعة، ثم أذَّن بلال بالصلاة، فصل ركعتين، ثم خرج فصلى بالناس الصبح".
وأخرج أبو داود (?) مثل هذا: عن الفضل بن عباس، قال: حدثنا محمَّد بن بشار، نا أبو عاصم، نا زهير بن محمَّد، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن كريب، عن