الناس على تعبيد الناس لها، لما يحصلون عليه من مركز اجتماعي عظيم، ومال وفير، من الهدايا والقرابين.
وقد كان الملوك حريصين على تكريم الكهنة والسحرة الذين يعبدون الناس للحكام، وادعى أقوام القداسة والعصمة، وأنهم أبناء الآلهة، وأن الدماء الزرقاء تجري في عروقهم، ونادى فرعون في قومه قائلًا {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات: 24].
{مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيرِي} [القصص: 38].
ولقد كان الفلاسفة والحكام ينسبون إلى الآلهة الفسق والفجور ومرادهم بذلك تبرير فسقهم وفجورهم.
6 - العقيدة التي جاء بها الرسل ضرورية للبشر ضرورة الما والهواء، لأنها تحرر العقل من الخرافة، وتفسر للإنسان لغز الحياة، وتدله على مصدر وجوده ومصدر وجود الكون، كما تعرِّفه بالعلاقة التي بينه وبين الله، وبينه وبين الكون، وتحدثه عن العوالم الأخرى التي هي من عالم الغيب، وتبصره بمصيره بعد الحياة، والإنسان إذا لم يجد الإجابة الشافية عن هذه القضايا فإنه يبقى متعبًا قلقا حائرًا، والذي ينظر في حال الفلاسفة والمفكرين الذين لم يهتدوا بهدى الله سيشعر بمدى التعب النفسي، والإرهاق الفكري الذي عانى منه هؤلاء الرجال.
هناك منهجان لمعرفة قضايا الاعتقاد:
الأول: منهج الرسل، وهذا المنهج يقف العقل الإنساني فيه عند حدّ التصديق بالله، ثمّ بعد ذلك يتلقى عن الله عقيدته في الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر