وذلك إفك كبير {فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (149) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ (150) أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (151) وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (152) أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (153) مَا لَكُمْ كَيفَ تَحْكُمُونَ (154) أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (155) أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ (156)} [الصافات: 149 - 156].
واختلف البشر في صفات ربهم، ونسبوا إليه القبائح، فاليهود قالوا إن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام، وتعب في اليوم السابع واستراح، فأكذبهم الحق في مقالتهم أنه تعب {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَينَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [ق: 38].
ومن افتراءاتهم على الله قولهم {وَقَالتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} [المائدة: 64].
وهذه الخلافات العقائدية تسبب اختلافًا بين الأمم، بل بين أبناء الأمة الواحدة، فيتعادون ويتباغضون، ثمَّ يتقاتلون ويتتاحرون، وما خبر الحروب الدينية التي قامت بين النصارى عنا ببعيد، وقد أهلك الحرث والنسل وصدق الله، إذ يقول: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَينَا بَينَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [المائدة: 14].
أمّا العقيدة الصافية المستقيمة، فإنها تجلب المودة والمحبة بين البشر {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: 103].
5 - يقف كثير من الطواغيت وراء العقائد الفاسدة الزائفة التي تمكن لسلطانهم، وتعبد الناس لهم، أو من يحكمون الناس باسمه، وقد كان سدنة الأصنام أحرص