لقد درس قادة الدول الغربية وعلماؤها تاريخ الأمّة الإسلامية، ووجدوا أن منابع القوة عند المسلمين تتمثل في العقيدة الإسلامية المستقرة في القلوب، والشريعة الإسلامية التي تحكم الحياة، ووجدوا أن آباءهم الصليبيين هزموا قديما بسبب تمسك المسلمين بهذا الدين، فوجهوا همهم لخلخلة الثقافة الإسلامية، حتى يسهل عليهم اقتلاع عقيدة الإسلام، وتشويه صورته في نفوس المسلمين، وبذلك يسهل السيطرة عليهم.
اتخذوا وسائل كثيرة لتحقيق أهدافهم نفذوها بدقة متناهية، وقد عقدوا مؤتمرات كثيرة لتقويم هذه الوسائل وتطويرها، وأهم هذه الوسائل:
1 - ادعاؤهم عالمية الثقافة:
غلف الغرب دعوته إلى سيادة الثقافة الغربية بغلاف جميل براق، يخدع البسطاء والسذج من البشر، فأخذوا ينادون بوحدة الثقافة العالمية، وهي عبارة خلابة المظهر، براقة الصورة، والهدف من وراء ذلك صهر الثقافات الإنسانية في بوتقة الثقافة الأوربية، وقد ركزوا هجومهم على القيم والخصائص التي تميز الثقافة الإسلامية لهدمها في الفرد المسلم والأمة المسلمة.
وشبيه بهذه الدعوة دعوتهم الأمة الإسلامية إلى التحضر والتمدن، ويزعمون أن