وكثير من المذاهب تفترض في الإنسان المضي في الحياة على استقامة، وحين يعجز البشر عن المضي وفق التشريعات المثالية يفقدون الثقة بتلك التشريعات أو يفقدون الثقة بأنفسهم.

وجانب آخر هو أن الشريعة لا تكلف البشر فوق ما يطيقون، بعكس الشرائع التي ترهق الناس بالتكاليف التي تسبب لهم العنت والإرهاق، فتصبح بذلك آصارًا وأغلالًا.

8 - الحركة حول محور واحد:

لم تزل المذاهب البشرية المختلفة تتنازع النفس البشرية، فالمنهج الذي يسير عليه البشر البعيدون عن الوحي السماوي خليط من الأفكار والمبادئ والعقائد والتصورات، وهذه قد تتضارب فيما بينها، وتلك طبيعة المبادئ الأرضية {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82].

فالمجتمع الواحد البعيد عن هدي السماء كالمجتمع الغربي اليوم - قد توجد فيه المثل التي تطالب بالأخذ بالفضيلة، وهي بقايا الدين النصراني المحرف، ولكن المذهب المادي النفعي القائم على الكفر بالله واليوم الآخر يناديه كي يغرق في الشهوات، ويعيش لدنياه فحسب، ودين الإنسان في الغرب يناديه كي يؤمن بالمسيح إلهًا وربا، فهو الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا، وعقله يرفض هذا المنطق.

وهذا الاختلاف والتضارب في المناهج يمزق النفس الإنسانية، ويجلب لها الصراع الذي ينتج الهموم والحيرة القلق.

أمّا في الإسلام فإنَّ حياة المسلم تدور حول محور واحد ثابت، فهو يؤمن بالله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015