4 - الشمول والكمال:

يتصف الدين الإسلامي الذي تقوم عليه ثقافتنا بالشمول والكمال، ويتبدى هذا الشمول في أمور كثيرة نكتفي منها بثلاثة:

الأول: العقيدة التي تعطى المسلم تصورًا كاملًا عن الإنسان والكون والحياة، كما تعطي تفسيرًا للقضايا الكبرى التي شغلت الفكر الإنساني، ولا تزال تشغله، فالإنسان كان ولا يزال يتساءل عن أصله ونشأته، ومصيره ونهايته، ومنشئه وعلاقته بخالقه ومنشئه، ودوره في هذا الوجود، والعوالم الخافية المستورة وراء هذا الكون المشهود، وعلاقته بتلك العوالم، والعقيدة تجيب عن ذلك كله.

الثاني: إحاطة الشريعة بالإنسان، فهي من جانب تصاحب الإنسان طفلًا وشابًا وشيخًا، بل إنها تعنى به قبل ميلاده، وبعد وفاته، فهناك أحكام الجنين، وأحكام تتعلق بالموتى، من غسل وتكفين وصلاة وقسمة ميراث، ونحو ذلك، وتعني أيضًا بجوانب حياته كلها، في زواجه وطلاقه، وطعامه وشرابه، وعسره ويسره، وأفراحه وأتراحه ... ومن جانب ثالث تعنى بروحه وجسده وعقله.

وكما عنيت الشريعة بالفرد عنيت بالمجتمع في كل المجالات التي تهمه. الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية.

الثالث: الشريعة قانون شامل يضم كل القوانين التي سماها البشر بأسماء مختلفة، كالقانون الدستوري، والقانون المدني، والقانون الإداري، والقانون المالي، والقانون الجنائي، والقانون الدولي.

5 - التوازن:

إن الموازنة بين الحقوق والواجبات، والموازنة بين الحقوق بعضها مع بعض،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015