الجنس الأوربي، فإذا ما نزلت بهذا الجنس إلى مستوى الحظائر التي يعمل فيها الزنوج والصينيون فإنه يثور، فكل ثائر عندنا هو بطل لم يتح له ما خلق له، هو إنسان ينشد حياة البطولة، فإذا هو مكلف بأعمال لا تتفق وخصائص جنسه، إن الحياة التي يتمرد عليها عمالنا يسعد بها صيني أو فلاح أو كائن لم يخلق لحياتنا" (?).
وصنف هتلر البشر فجعل أمته في المرتبة الأولى، وجعل العرب في المرتبة الرابعة عشرة، ولم يبق وراءهم إلا اليهود والكلاب، وكان شعاره: ألمانيا فوق الجميع، ولا يزال داء العنصرية يسري في الأمم الغربية، فالأسود هناك ممقوت مكروه، يضرب ويهان، ويحرم من حقه في التعليم والوظائف، ولا عجب إذا رأيت لافتة كتب عليها: ممنوع دخول السود والكلاب، ولذلك فإن الزنوج هناك يثورون بين فترة وأخرى ويقتلون ويدمرون، وينتسب بعض الناس إلى رقعة من الأرض يسمونها الوطن, بها يعتزون وإليها ينتسبون.
أما الثقافة الإسلامية فليست ثقافة العرب ولا الفرس ولا البربر، وليست ثقافة الرجل الأبيض ولا الأسود، إنها ثقافة البشر كلهم على اختلاف أجناسهم وألوانهم، لم توضع لجنس ولا لون ولا بيئة معينة، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].
إن الإسلام يقرر أن انقسام البشر إلى شعوب وقبائل إنما هو للتعارف، لا للتناحر والتقاتل والتفاضل، أما مقياس التفاضل في الإسلام فهو التقوى: الإيمان والعمل الصالح.