الفَصْل الثالث وظيفَة الدَّولة الإسلاميَّة

وظيفة الدولة القيام على الدعوة الإسلامية، وإقامة الشريعة الإسلامية، وقيادة الأمة وفق هذه الشريعة، وقد كانت هذه المهمة موكولة إلى الأنبياء في عهد بني إسرائيل، ففي الحديث الذي يرويه البخاري في صحيحه يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي قام نبي" وساسة هذه الأمة بعد نبيها هم الحكام والعلماء وهم المعنيون بأولي الأمر في قوله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [سورة النساء: 59].

فالنبوة ختمت بنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، والقائمون على ميراثه هم الذين يسوسون الأمَّة بشريعة الإسلام الخالدة.

وهذا الذي قررناه هنا أنه وظيفة الدولة وهو إقامة شريعة الإسلام، وقيادة الأمة وفق هذه الشريعة كلام مجمل.

وإذا شئنا التفصيل فإننا نقول: إن مهمة الدولة الإسلامية متعددة الجوانب، فمن ذلك:

1 - إقامة العدل في المجتمع الإسلامي:

وإقامة العدل في المجتمع أوسع من تنصيب القضاة الذين يقيمون حكم الله في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015