هذا وتجدر الإشارة إلى أنه في الشطر الأيمن تتركز المناطق الخاصة بالإحساس السمعي باللحن والأصوات، وتلك الخاصة بفهم الرسوم وشمول الرؤيا، وتقدير المسافات، والعلاقات بين الرموز.
وهذا ما يفسر إذن تفوق الرجل في الرياضيات والهندسة والموسيقى، أي في المجالات النظرية التي تتعامل بالرموز، وعلاقة بعض تلك الرموز ببعضها الآخر.
أما الشطر الأيسر فتتركز فيه القوى السمعية الخاصة بالتقاط الكلمات والألْفاظ وحفظها وكذلك قراءة تلك الكلمات والأحرف، ومن هنا نشأ تفوق المرأة في المجالات الأدبية، وفي التعامل مع الأشياء الملموسة.
ويحق لنا هنا أن نردد قوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصلت: 53].
فالله تعالى ذكر في كتابه قوله: {فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَينِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} [البقرة: 282].
فجعل شهادة امرأتين بشهادة رجل فيما يتعلق بأمور المال، وها هي البحوث الحديثة التي تغلغلت إلى أعماق عقل المرأة وعقل الرجل توضح لنا شيئًا من سر هذا التشريع الرباني.
إن هذا التشريع منسجم مع وظائف عقل كل من الرجل والمرأة، والله العليم الخبير يشرع لنا ما يحفظ الأموال، وفي حالة الحاجة إلى شهادة المرأة يلزمنا بشهادة امرأتين، ويذكر العلة {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} [البقرة: 282].