مما يدل على أن استيعاب الرجل لأمور المال ورسوخها في فكره أكثر وأقوى منها عند المرأة.
لا ضير على المرأة أن تكون على ما بينّا، فإن حكمة العليم الخبير اقتضت أن تكون كذلك لتؤدي دورها المرسوم في الحياة، فإن المرأة تفضل الرجل فِي تدبير شؤون البيت وتربية الولد والقيام عليه، بما جبلت عليه من الحنان والرقة ومن التركيب العضوي الذي يعينها على وظيفتها مثل جهازها العصبي الذي يقلل من إحساسها بآلام الحمل والوضع.
والمرأة تخشى كثيرًا أن تفقد أنوثتها، التي هي أخص خصائص وتفزع كثيرًا إذا ما ضمر ثدياها، أو نبت لها شعر في وجهها، أو خشن صوتها، أو غير ذلك مما هو من خصائص الرجال، وخوض المرأة في المجالات التي هي من خصائص الرجل يفقدها كثيرًا من خصائصها التي تبكي عليها كثيرًا إذا فقدتها.
ولقد ظهر في الغرب طبقة جديدة من النساء منذ أواخر القرن الماضي، أطلق عليهن أحد الكتاب الإنجليز اسم (الجنس الثالث) (?)، هذه الطبقة تمثل المترجلات من النساء اللواتي يأبين إلا الخروج على فطرتهن، والزج بأنفسهم في ميادين الرجال.
لقد فقد هذا الصنف من النساء أنوثتهن فلم يعدن نساء، ولم يدخلن في عداد الرجال، ذلك أنهن يخالفن الرجال طبيعة وتركيبًا، ويخالفن للنساء، وظائف وأعمالًا، وقد درس الكاتب الإنجليزي "أحوالهن درسًا مدققا فوجد أنهن يتركن